فزاعة أصبحت أكثر رواجا خلال الفترة الماضية وأكثر استخداما من أي وقت مضى وهي "أخونة الدولة", فمع كل تغيير وزاري أو إداري نرى هذا المصطلح, وما يهمني هنا والذي أعتبره قضية حياة هو علاقة الأخونة بإقالة عادل لبيب "الفلول طبعا".
فمنذ ما يزيد عن شهر مضى وبعد سلسلة المظاهرات المطالبة بإقالة عادل لبيب, إتصل بي أحد قيادات الحزب الناصري في قنا وأخبرني بأن قرار إقالة عادل لبيب تم توقيعه, وأنه سوف يعلن عنه خلال اسبوع واحد, وقال لي أن سبب الإنتظار لهذا الأسبوع هو انشغال الحكومه والرئيس بأحداث "غزة", حقيقة تفاءلت خيرا خاصة وأن هذا الكلام من معارض وليس من مؤيد,
وانتظرنا اسبوع ثم شهر, ثم أيقنت بأن توازنات وألعاب سياسية تمارس من جميع الأطراف.
وكانت لعبة فزاعة أخونة الدولة إحدى الألعاب السخيفة التي لا أدري ما هو الهدف منها, سوى المعارضة من باب التعديد العشوائي لسلبيات الرئيس والإخوان.

 السؤال هنا, ما هي علاقتي كـ"قنائي" بهذه الفزاعة؟؟

الإجابة بسيطة جدا, وهي تتلخص في محورين:

المحور الأول: هو الترديد الغير مدروس للمبررت التي تصل بنا إلى هذه الفزاعة من قبل الكثيرين من الإخوة الثوريين القنائيين والذين أعلم مدى إخلاصهم لهذه المحافظة وهذه الثورة, دون الأخذ في الإعتبار الفرق الشاسع بين من يُصدر هذه الفزاعة من كونه غير مهمش ويعيش في اماكن غير مهمشة, وبين مجتمعنا الأكثر تهميشا بما يحوي من مواطنين من المفترض أنهم مصريين لهم حق في الثورة وبعض أهدافها محتملة التنفيذ, مثل أصحاب هذه الأماكن التي تسلط عليها الأضواء بسبب وبدون سبب.

فهم بصفتهم غير مهمشين وبصفتهم أصحاب آراء يفرد لها المانشيتات وتحتضنها الفضائيات, حق لهم ممارسة "الدلع الثوري", فصناعة المصطلحات والترويج لها جزء من لعب السياسة, وهذا شأنهم ولا أنكر عليهم ما يفعلون, لكن الوضع لدينا كمهمشين, مقموعين, ومهدرين الكرامة والآدمية على أيدي لبيب وأمثاله يجب علينا أن نعي ونستوعب أن هذا "الدلع الثوري" لا يناسب حالتنا.

المحور لثاني: هو ربط إقالة عادل لبيب بهذه الفزاعة, فالبرغم من أنه في وقت قريب قبل تصدير هذه الفزاعة وربطها بتغييرات المحافظين, كان جميع شبابنا هدفه الأول هو إقالة عادل لبيب, وكان هذا خلال وقت ليس بالبعيد, اما الآن منهم من غير رأيه تماما ومنهم من يتحفظ ومنهم من توقف عن المطالبة بإقالة عادل لبيب, وجميع ذلك بسبب هذه الفزاعة.

وقد سيق في التبرير لهذه الفزاعة مبرر يجعلك تيقن أن هؤلاء الغير مهمشين مصرين على اللعب الهزلي والعشوائي للسياسة,
حيث يقول أحدهم أن تغيير المحافظين سيكون لتزوير نتائج الإنتخابات القادمة لصالح الحرية والعدلة مع الحلفاء, أعتقد أن هذ الدور فقده المحافظين والدليل على ذلك هو إعلان النتائج من داخل اللجان الفرعية في حضور المندوبين والمراقبين وما أكثرهم وما أنشطهم وما حرصهم على عدم التلاعب.

فالرجاء كل الرجاء هو الإلتفاف حول المطالب المنطقية والثورية دون ربطها بمصطلحات لا تناسبنا وهذا الوضع التهميشي الذي تتعمده جميع الأطراف دون استثناء.

محمد عمر الناظر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
حركة شباب أبوتشت - الجبهة الثورية © جميع الحقوق محفوظة