طالبنا كثيرا وعمل الشرفاء من ابناء ثورة يناير على إصدار حكم بالعزل السياسي ضد الفلول ممن أفسدوا الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية ومن تسببوا في الإفلاس الفكري للشعب وجعل كل همه رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاس ومصاريف المدارس والجامعات وعلاج الأمراض المستوطنة داخل كل اسرة فقيرة, للدرجة التي لا يستطيعون خلالها التفكير في شيء آخر يتعلق بأمن وسلامة الوطن ومن هو الذي يمكن أن يستأمن ومن هو الخائن العميل المتآمر, وكل ذلك بأسبب تعود إلى من دمروا الوطن ويستمرون ويصرون على تدميره من أمثال ابناء مبارك وفلول نظامه وعسكره القتلة والمجرمين.

 وإذا بنا بعد محاولات مضنية لتفعيل العزل السياسي على هؤلاء الفاسدين واالقتلة, نجد شفيق مرشحا على منصب الرئيس, بل إنه قاب قوسين أو أدنى من قصر الرئاسة, ونجد أن بعض الفلول يربحون "بالبلطجة" في الانتخابات البرلمانية!!!!

وقريبا عودة الحزب الوطني المنحل بشكله الحقيقي ما قبل ثورة يناير بعد الإفراج عن عناصره الأساسية وتوغل أعضاء لجنة سياساته بالحكومة الإنقلابية وبشتى المؤسسات المصرية.


كان ذلك مؤشر قوي على ضياع الثورة بل وتجلي المقولة الشهيرة التي تقول أن "أنصاف الثورات مقابر للشعوب", وهو ما يحدث الآن, ما يحدث أن تخاذل البعض وأحقادهم الغير مبرره تسببت بإنتكاسة سنحتاج بعدها إلى عقود كي نصل إلى نقطة الصفر.


ثم تدور الأيام وبين ليلة وضحاها يتم استصدار قرار بتجميد أموال الجمعيات التي تنفق بدلا من الحكومة على الفقراء وتوفر لهم العلاج وحضانات الأطفال بالمجان, وذلك دون توفير البديل, في دليل واضح تماما أن هذا الإنقلاب لا يعنى بفقراء هذا الوطن وأنه أتى لأغراض لا تتعلق بمصلحة هذا الوطن!!!!


وبالتوازي يتم الكشف عن جرائم اغتصاب لمعتقلات داخل سجون الإنقلاب وحملهن جراء هذا الإغتصاب.


وبين ليلة وضحاها يصدر قرار بحق الفصيل السياسي الذي فاز بجميع الاستحقاقات الانتخابية بإعتباره منظمة ارهابية, بعد أن كانت النغمة السائدة أن الشعب فقد الثقة بهم وانهم لن يفوزوا بأي إنتخابات قادمة!!!!


وهنا أجد نفسي أمام تفسيرين:


الأول : إكتشاف الإنقلابيين والموالين لهم بأن شعبية هذا الفصيل الإرهابي "كما يدعون" بإزدياد, وأنهم لن يستطيعوا الفوز أمامهم بأي استحقاق إنتخابي قادم, لذا وجب عزلهم بهذا الشكل الذي لا يستطيعون من خلاله المنافسة خلال أي انتخابات افتراضية قادمة, هذا بغض النظر على افتراضية اقامة انتخابات أو حتى إعتراف مؤيدي الشرعية بأية إنتخابات انقلابية قادمة.


الثاني : وهو ما تطرق إليه العديد من المحللين, من جر البلد إلى حرب أهلية, أعتقد أن الرابح الوحيد فيها هم قادة الإنقلاب, واتضح ذلك جليا خلال تصريحات نجيب ساويرس الذي أعلنها صراحةً أنهم سيفعلون مالا تستطيع قوات الجيش والشرطة فعله, وهو ما يردده الآن انصار الإنقلاب.


وبناء عليه فنحن أمام قوة إنقلابية لا تسعى إلا إلى مصلحة واحدة وهي القضاء على أي شكل من اشكال الديمقراطية والمدنية داخل مصر والتي من شأنها الحفاظ على مصالح الفاسدين والمتآمرين بالداخل والخارج.

بقلم / محمد عمر الناظر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
حركة شباب أبوتشت - الجبهة الثورية © جميع الحقوق محفوظة