تم الحكم بحل الحزب الوطني , وعلى فكرة الحكم نهائي غير قابل للنقض , يعني الحياة الحزبية والسياسية سوف يمحى منها اسم الحزب الوطني الديمقراطي .
سيخرج علينا كثيرين ممن يعترضون على هذا الحكم ويصفوه بأنه غير عادل , وهذا طبعا بخلاف المنطق , المهم هنا , لماذا هذا القرار عادل ؟ بل وإنه عادل بكل معنى الكلمة , لنضرب مثلا لتوضيح مدى العدالة في الحكم بحل الجزب الوطني , فمثلا لو كان هناك رجلا قام بالعديد بل الالاف من جرائم القتل والسرقة والعمالة والفساد بجميع انواعه ومسمياته , فما هو الحكم العادل الذي يجب أن يطبق على هذا الرجل ؟؟
بلا شك إنه الإعدام إن استطعنا أن نعدمه مئات أو الاف المرات ولكن هذه حكمة الله الذي قد حدد لنا القصاص الدنيوي ثم اذا بعثنا تولى عز وجل اذاقته ضعفا من العذاب , وبدل له جلده حتى يذوق العذاب والموت مرارا وتكرارا .
الرجل هنا هو الحزب الوطني وجرائم القتل هي قتل الحياة الحزبية في مصر هذا حتى وإن غضضنا الطرف عن جرائم القتل الحقيقية التي تسببت فيها الحكومات المتتالية لهذا الحزب المحلول , أما جرائم السرقة فمعلوم للجميع كيف كانت توزع ثروات الوطن وموارده على فلوله ومن والاهم , وأما العمالة فقد تمثلت في غض الطرف عن قضايا الأمن القومي للبلد من قضايا حيوية تمثل جزء منها في مياه النيل وتسهيل أعمال الكيان الصهيوني في فلسطين , بل ومساعدته فيما عرف بقضية تصدير الغاز بأبخس الأثمان بـ"سمسرة" حفنة عفنة من فلوله , والذي تجني اسرائيل من وراء الغاز المصري 10مليارات دولار سنويا من المؤكد أننا نخسر أضعاف هذا الرقم فيما يخص هذا الشأن.
ولنقس على ذلك جرائم الفساد والسرقة العلنية لأراضي الدولة والظلم البين في حجز الوظائف لأبناء بهلوانات الحزب الوطني... الخ
وفي ظل ما ضربنا من مثل كان من الواجب والعادل الحكم بإعدام الحزب الوطني ومحوه من الحياة السياسة والحزبية.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا , هل سيمحى المسمى ؟ , بمعنى هل سينتهي الواقع المشبوه بما احتواه من تسلق وانتهازية وإفساد لكل ما هو صالح , هذا ما كان يفعله الحزب الوطني وفلوله وأتباعهم .
تم حل الحزب الوطني , ولكن هل قطعت أياديه الملوسة بالرشاوي وبدماء المصريين ؟
لقد حكمت المحكمة الإدارية العليا بحل الحزب الوطني وقد فعلت ما عليها , ما علينا اليوم كمصريين هو إقصاء كافة العناصر التي كانت تعبد هذا الحزب من دون الله , هذه العناصر التي جعلت لمصر تصنيفا عالميا في الفساد المالي والإداري وإنتهاك ادمية المواطن وكرامته .
أيها العناصر الفاسدة اذهبوا غير مأسوف عليكم اذهبوا بلا رجعة , فجميعنا يعلم جيدا تاريخ جميعكم الملوث .

بقلم : محمد عمر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
حركة شباب أبوتشت - الجبهة الثورية © جميع الحقوق محفوظة